بفضل التقدم التكنولوجي، تطورت الفحوصات الطبية حتى أصبحنا قادرين على تشخيص الكثير من مشكلات الجهاز الهضمي بصورة أدق وأكثر وضوحًا مما كانت عليه سابقًا، ومن بين هذه الفحوصات، يبرز منظار القولون كأداة طبية لا غنى عنها، إذ يمنح الطبيب القدرة على رؤية جدار القولون من الداخل، واكتشاف أي تغيرات صغيرة لا تُرى عبر الأشعة أو التحاليل التقليدية.
كثير من الناس يترددون عند سماع هذا الوصف لأول مرة، إذ من غير المعتاد للمرضى أن يسمعوا عن جهاز يدخل إلى المعدة للكشف عن حالتها بدلًا من أن يصورها من الخارج، ما يدفعهم للتساؤل: “كيف ستكون تجربتي مع منظار القولون؟” وهو ما سنجيب عنه بصورة واضحة في هذه السطور.
أهم الاستعدادات المطلوبة قبل إجراء منظار القولون
دائمًا ما ستسمع “في تجربتي مع منظار القولون، كان عليّ الالتزام بمجموعة من الاستعدادات الضرورية حتى تُجرى العملية دون تشويش.”
وهذا لأن نجاح المنظار يعتمد بدرجة كبيرة على استعداد المريض المسبق، إذ يحتاج القولون إلى تفريغ كامل من الفضلات حتى تظهر جدرانه واضحة أمام الطبيب.
لذلك يُطلب من المريض الامتناع عن تناول الأطعمة الصلبة قبل المنظار بيوم، والاكتفاء بسوائل صافية مثل الشوربة المصفاة والعصائر الخالية من البذر. بالإضافة إلى تناول دواء مسهل يصفه الطبيب يساعد في تنظيف القولون بصورة كاملة.
كما يُنصح المريض بإخبار الطبيب عن أي أدوية يتناولها مثل مميعات الدم أو أدوية القلب حتى يقرر الطبيب التعديلات الضرورية قبل الفحص.
كيف ستكون تجربتي مع منظار القولون
قد تختلف أجواء التجربة باختلاف أماكن عمل منظار القولون، ولكن في جميع الأحوال سيُجرى الفحص عبر نفس الخطوات التي تشمل:
- إعطاء المريض مهدئًا وريديًا ليمنع الألم ويمنحه الراحة في أثناء العملية.
- يُدخل الطبيب أنبوبًا مرنًا رفيعًا في فتحة الشرج، مزودًا بكاميرا صغيرة وإضاءة قوية.
- يتحرك الأنبوب ببطء داخل الأمعاء الغليظة، وتعرض الكاميرا صورة واضحة على شاشة كبيرة.
وعند اكتشاف أي زوائد لحمية صغيرة، يستخدم الطبيب أدوات دقيقة مثبتة على الأنبوب لقصها وإزالتها مباشرة، إذ لا تقتصر هذه الخطوة على التشخيص فقط بل تحمل قيمة علاجية أيضًا.
ماذا بعد منظار القولون؟
التساؤل عن كيف ستكون تجربتي مع منظار القولون يستهدف عادةً التعرف إلى حالة المريض بعد الإجراء.
بعد الانتهاء من الإجراء، يستريح المريض في غرفة المراقبة حتى يزول تأثير المهدئ، وفي هذه الأثناء، قد يشعر المريض بانتفاخ خفيف في البطن نتيجة الهواء الذي ضُخ أثناء الفحص لتمديد القولون، إلا أن هذا الإحساس يزول خلال ساعات قليلة.
ينصح الطبيب المريض بتناول أطعمة خفيفة في اليوم نفسه وشرب كمية كافية من السوائل. وإذا أزيلت زوائد أو أُخذت عينات للفحص المجهري، يحصل المريض على تعليمات دقيقة بخصوص النشاط اليومي والأدوية المسموح بها، وهو ما يؤثر أيضًا في تكلفة منظار القولون الكلية.
كم يستغرق إجراء منظار القولون؟
إن كنت تتساءل: كم يستغرق منظار القولون فإن مدة الإجراء لا تتجاوز عادة ٣٠ إلى ٦٠ دقيقة، لكنها قد تطول قليلًا إذا احتاج الطبيب إلى إزالة عدة زوائد أو أخذ عينات متعددة.
هل إجراء منظار القولون مؤلم؟
بفضل المهدئات التي تعطى عبر الوريد، لا يشعر المريض بألم حقيقي في أثناء المنظار، ما قد يحدث فقط هو شعور بالضغط أو الانتفاخ في أثناء مرور الأنبوب.
في معظم الحالات يقول المرضى: ” كانت تجربتي مع منظار القولون أبسط بكثير مما توقعت”، ما يزيل الكثير من المخاوف المرتبطة بالفحص.
متى تظهر نتائج منظار القولون؟
النتائج الأولية تظهر مباشرة على الشاشة أمام الطبيب في أثناء الفحص، أما نتائج العينات النسيجية فتحتاج إلى عدة أيام حتى يحللها المختبر.
يشرح الطبيب للمريض ما شاهده خلال الفحص ويوضح موعد مراجعة العيادة لمناقشة التقرير النهائي.
خاتمة
وبذلك نكون قد أجبنا عن سؤال: كيف ستكون تجربتي مع منظار القولون”، الفحص قد يبدو مقلقًا في البداية، إلا أن التجربة العملية تثبت أنه آمن وفعال وسريع، ولا تنسوا خلال تجاربكم مع منظار القولون القيمة الحقيقية لهذه الأدوات الطبية المتقدمة: أنها تمنح الإنسان فرصة للاطمئنان المبكر والعيش بصحة أفضل.