هل يمكن التعايش مع القولون التقرحي المناعي؟

  • الرئيسية
  • هل يمكن التعايش مع القولون التقرحي المناعي؟

يُعد القولون التقرحي المناعي من الأمراض المزمنة التي تصيب الجهاز الهضمي، وهو نوع من أمراض المناعة الذاتية التي تؤدي إلى معاناة التهاب وتقرحات في بطانة القولون والمستقيم، وتسبب إسهالًا دمويًا وتقلصات في البطن وزيادة الحاجة للتبرز.

ورغم ما يسببه القولون التقرحي المناعي من معاناة للمرضى، يؤكد الأطباء أنه يمكن التعايش مع هذا المرض بالالتزام بالعلاج الطبي ونمط الحياة الصحي المناسب.

فهم طبيعة القولون التقرحي المناعي

معرفة ما هو القولون التقرحي وفهم طبيعته يساعد المرضى كثيرًا على التعايش معه، وهو مرض مزمن يسبب تقرحات في بعض أجزاء القولون أو القولون بأكمله؛ ويحدث نتيجة نشاط جهاز المناعة بصورة غير طبيعية، إذ يهاجم بطانة الأمعاء الغليظة، مما يؤدي إلى معاناة التهابات متكررة.

يتميز هذا المرض بفترات من النشاط أو الهجمات، إذ تظهر الأعراض بحدة مثل الإسهال الدموي وآلام البطن، تليها فترات من الخمول أو الهدوء تختفي فيها الأعراض نسبيًا.

ومن أكثر الفئات المعرضة للإصابة بالقولون التقرحي المناعي:

  • الشباب في السن ما بين 15 و35، ولكن يمكن أن يظهر في مراحل عمرية لاحقة.
  • من لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بالتهابات الأمعاء سواء القولون التقرحي أو مرض كرون.
  • الأشخاص الذين يعيشون في بيئات مليئة بالضغوط النفسية أو يتعرضون للتوتر بصفة دائمة.

كيفية التعايش مع القولون التقرحي المناعي

يمكن للمرضى التعايش مع القولون التقرحي وممارسة حياتهم اليومية على النحو الطبيعي، سواء في الدراسة أو العمل أو الأنشطة الاجتماعية، عند السيطرة على الالتهابات وتجنب العوامل المحفزة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال التالي:

الالتزام بالعلاج الدوائي

يعتمد العلاج على الأدوية المضادة للالتهابات مثل الأمينوساليسيلات أو الكورتيكوستيرويدات، ويستخدم العلاج البيولوجي للقولون التقرحي ومثبطات المناعة مثل الميثوتريكسات، للسيطرة على المرض في الحالات المتقدمة.

ويوصي الأطباء المرضى بضرورة الالتزام بجرعات الأدوية والمواعيد المقررة، للتقليل من فرص حدوث الانتكاسات.

ومن الجدير بذكره أن الحالات الشديدة التي لا تستجيب للأدوية، قد يُلجأ الأطباء إلى الجراحة لاستئصال القولون بالكامل، وهو الإجراء الوحيد الذي يُزيل المرض تمامًا، لكنه يظل خيارًا أخيرًا لآثاره وتحدياته على حياة المريض.

النظام الغذائي المناسب

لا يوجد نظام غذائي موحد لمرضى التهاب القولون التقرحي المناعي، لكن ينصح الأطباء بتجنب الأطعمة الدسمة والحارة والمشروبات الغازية.

علاوة على ذلك، يُفضل تناول وجبات صغيرة ومتكررة، والتركيز على الأطعمة سهلة الهضم مثل الأرز والبطاطس والزبادي، وشرب كميات كافية من المياه للحفاظ على ترطيب الجسم وتعويض فقدان السوائل.

الحد من التوتر والضغط النفسي

التوتر هو من أكثر العوامل التي تؤدي إلى زيادة الأعراض، فيمكن من خلال ممارسة تمارين الاسترخاء، مثل اليوجا أو التنفس العميق، تخفيف الضغط النفسي.

ويساعد النوم عدد ساعات كافية ليلًا على تعزيز صحة الجهاز المناعي وتقليل شدة الهجمات.

ممارسة النشاط البدني

ممارسة النشاط البدني باعتدال من الوسائل الفعّالة لدعم الصحة العامة لمريض القولون التقرحي المناعي، فالرياضة الخفيفة مثل المشي واليوغا والسباحة تساعد على تحسين الدورة الدموية وتقوية المناعة، والتقليل من مستويات التوتر التي قد تزيد الأعراض سوءًا. بالإضافة إلى أن النشاط البدني يساهم في تنظيم عملية الهضم وتحسين الحالة المزاجية.

وينبغي استشارة الطبيب لتحديد نوع النشاط المناسب حسب شدة الحالة، والبدء تدريجيًا مع تجنب التمارين العنيفة أو المجهدة التي قد تؤدي إلى زيادة الإرهاق أو تفاقم الأعراض.

المتابعة الطبية المنتظمة

المتابعة الدورية مع الطبيب المعالج تساعده على تقييم استجابة الجسم للعلاج، والكشف المبكر عن أي مضاعفات والسيطرة عليها بسرعة.

ما المضاعفات المحتملة لالتهاب القولون التقرحي المناعي؟ 

إهمال العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل:

  • زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون مع مرور السنوات.
  • انتشار الالتهاب إلى أجزاء أخرى من الجسم، فقد يصل إلى العظام ويسبب ضعف وهشاشة في العظام، أو إلى الكبد وقد تؤدي إلى تكون ندبات تمنع الكبد من القيام بوظيفة الطبيعية.
  • سوء التغذية نتيجة ضعف امتصاص العناصر الغذائية، لكن هذه المضاعفات يمكن تجنبها مع العلاج المبكر والالتزام بالخطة العلاجية.

نصائح يومية عملية لمرضى القولون التقرحي المناعي

التعايش مع القولون التقرحي المناعي يحتاج إلى روتين يومي منظم يساعد المريض على تقليل الأعراض والتحكم في نوبات نشاط الالتهاب، لذا يُنصح بما يلي:

  • الاحتفاظ بمفكرة لتسجيل الأطعمة التي تسبب الأعراض لتفاديها لاحقًا.
  • تناول وجبات صغيرة ومتعددة بدلًا من وجبات كبيرة كما ذكرنا.
  •  حمل زجاجة من المياه دومًا للتشجيع على شرب كميات كافية من الماء على مدار اليوم.
  • حمل وجبات صحية خفيفة عند الخروج، لتفادي اللجوء للأطعمة السريعة التي تحتوي على كميات كبيرة من التوابل والزيوت التي قد تهيج القولون.
  • التخطيط المسبق للأنشطة الرياضية لتقليل التوتر.
  • النوم من 6-8 ساعات يوميًا.

رغم أن يوجد علاج نهائي لالتهاب القولون التقرحي المناعي إلى الآن، لأنه يصنف من الأمراض المزمنة المرتبطة بخلل في نشاط الجهاز المناعي، فقد أظهرت الدراسات أن أكثر من 60 -70% من المرضى يتمكنون من السيطرة على الأعراض لسنوات طويلة ويعيشون حياة طبيعية تمامًا، لا سيما مع التقدم الطبي وظهور العلاجات البيولوجية الحديثة. ولكن يشترط ذلك أن يلتزم المريض بالخطة العلاجية والنظام الغذائي المناسب والمتابعة المنتظمة مع الطبيب.

لحجز استشارة مع الدكتور أحمد غلوش -استشاري ورئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي والمناظير بمستشفى الشرطة بالعجوزة- تواصلوا معنا عبر الأرقام الموضحة أمامكم في موقعنا الإلكتروني.

احجز موعد

    احجز موعد