تعرف على العلاج البيولوجي للقولون التقرحي

  • الرئيسية
  • تعرف على العلاج البيولوجي للقولون التقرحي

إن القولون التقرحي من الأمراض المزعجة التي تُثقل كاهل المريض بأعراضه ونوباته المؤلمة، ورغم تطور العلاجات التقليدية، استمرت معاناة كثير من المرضى من الانتكاسات وأعراض القولون التقرحي المتكررة. لكن في السنوات الأخيرة، ظهر ما يُعرف باسم “العلاج البيولوجي للقولون التقرحي”، وهذا النوع من العلاجات أصبح خيارًا فعّالًا يحدث فارقًا حقيقيًا في حياة المرضى.

في هذا المقال، نتعرف أكثر على العلاج البيولوجي لالتهاب القولون التقرحي، ونستعرض ما يميزه عن مختلف العلاجات الأخرى.

ما هو العلاج البيولوجي للقولون التقرحي؟

قبل ربطه بالقولون التقرحي، دعنا أكثر أولًا على العلاج البيولوجي للأمراض المناعية، إذ يُقصد بالعلاج البيولوجي الأدوية المُصنّعة باستخدام تقنيات الهندسة الحيوية بغرض تعديل استجابة جهاز المناعة؛ لمساعدته في مقاومة الأمراض،  وتُعطىَ تلك الأدوية للمرضى بالحقن الوريدي أو تحت الجلد، كي تستهدف البروتينات المسؤولة عن المرض.

العلاج البيولوجي للقولون التقرحي… طفرة في قسم أمراض الجهاز الهضمي

يعمل العلاج البيولوجي للقولون التقرحي على التحكم في مصدر الالتهاب نفسه داخل الجسم، إذ يتمكن من استهداف الخلل المناعي الذي يسبب المرض، بدلاً من إضعاف المناعة بالكامل كما تفعل بعض الأدوية التقليدية، وبالتالي يساعد في تقليل التقرحات داخل القولون، ويجنب المريض الحاجة إلى الجراحة في كثير من الحالات.

أنواع العلاج البيولوجي للقولون التقرحي وكيفية اختيار النوع المناسب

إن العلاج البيولوجي للقولون التقرحي لا يقتصر على نوع واحد، بل يشمل عدة أنواع مختلفة في تأثيرها، ويستهدف كل نوع منها جزء مختلف للسيطرة على التهاب القولون التقرحي، ويعتمد اختيار الطبيب لنوع العلاج على مدى سرعة ظهور الأعراض، ووجود أمراض أخرى قد تتأثر بنوع الدواء، كما ينظر في تجربة المريض مع الأدوية السابقة، وهل كانت فعّالة أم سببت آثارًا جانبية.

إليك أهم أنواع العلاج البيولوجي للقولون التقرحي:

1. علاجات تُخفّف شدة الالتهاب من جذوره

من أوائل ما تم استخدامه في العلاج البيولوجي للقولون التقرحي، وقد أثبت فعاليته على مدى سنوات، إذ يعمل على تقليل النشاط الزائد في جهاز المناعة، ما يؤدي إلى تخفيف الالتهاب في القولون، ويُستخدم عادةً في الحالات المتوسطة إلى الشديدة، وقد ساعد ذلك النوع المرضى في الوصول إلى حالة استقرار طويل الأمد.

2. علاجات تُعيق وصول الخلايا الملتهبة إلى الأمعاء

يعمل هذا النوع على منع الخلايا المسببة للالتهاب من الوصول إلى القولون، فيمنح القولون فرصة للشفاء من الداخل دون تعريض باقي الجسم لأثر الدواء، ويُعد هذا النوع من العلاجات الأكثر أمانًا على المدى الطويل.

3. علاجات تُعطّل الإشارات المسببة للمرض

يعمل هذا النوع على إيقاف التفاعلات داخل الجهاز المناعي المسببة للمرض، ويُستخدم عندما لا تُحقق الخيارات الأخرى نتائج إيجابية، أو في الحالات التي تحتاج إلى دقة أكبر في التعامل مع المرض، وقد أثبت فعاليته في المساعدة على خفض الأعراض على المدى البعيد.

كيف تطور العلاج البيولوجي للقولون التقرحي في السنوات الأخيرة؟

شهد العلاج البيولوجي للقولون التقرحي تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، إذ صُمم ليستهدف أجزاء دقيقة جدًا من الجهاز المناعي المسؤولة عن حدوث الالتهاب في القولون، إذ جعلت هذه الدقة العلاج أكثر فاعلية وساعدت على تقليل الأعراض الجانبية التي تظهر مع بعض الأدوية القديمة. وتتميز هذه العلاجات بأنها لا تهاجم الجسم، بل تعمل على تعطيل الإشارات التي تُحفّز الالتهاب، مما يُحسن حالة القولون بمعدل أسرع، ويدوم مفعولها لفترة أطول.

الخلاصة..

تمثل كل هذه العلاجات أدوات مختلفة في يد الطبيب يستخدمها حسب حالة المريض ومدى استجابته للعلاج، ويُعد الأمر المختلف في العلاج البيولوجي للقولون التقرحي عن العلاجات التقليدية أنه لا يعتبر مجرد وسيلة لتسكين الأعراض، بل أصبح وسيلة للقضاء على جذور المشكلة، ما ينعكس على جودة حياة المرضى على طول الأمد.

احجز موعد

    احجز موعد