حين يُشخَّص أحدهم باضطراب القولون التقرحي -وهو أحد اضطرابات الجهاز الهضمي- لا يبدأ فقط رحلة علاج طبي، بل يبدأ معها رحلة من التعايش والتأقلم، فقد تشعر أحيانًا أن المرض يفرض عليك قيودًا في الأكل والنوم وحتى في الخروج من المنزل، ولكن الحقيقة أن كثيرًا من المرضى استطاعوا أن يسيطروا على الأعراض ويحسّنوا جودة حياتهم.
في هذا المقال، جمعنا لك أفضل نصائح لمرضى القولون التقرحي، لتساعدك على تخفيف الأعراض، والحصول على الراحة النفسية والجسدية في رحلة التعايش مع القولون التقرحي.
أفضل نصائح لمرضى القولون التقرحي للتعايش مع المرض
للأسف إلى الآن لا يوجد علاج نهائي لالتهاب القولون التقرحي، لذا كي يستطيع المريض السيطرة على أعراض المرض ولا يجعلها تُسيطر على حياته وتؤرقه عليه بالآتي:
الالتزام بخطة العلاج
يتوقف كثيرٌ من المرضى عن تناول الأدوية بعد شعورهم بالتحسن، ما يؤدي غالبًا إلى عودة اعراض التهاب القولون التقرحي، وتفاقمها، فأدوية القولون التقرحي لا تُستخدم فقط لعلاج النوبات، بل تهدف أيضًا إلى الوقاية منها ومنع تفاقم الالتهاب، وتشمل هذه العلاجات:
- مضادات الالتهاب
- مثبطات المناعة
- العلاجات البيولوجية في بعض الحالات المتقدمة
ويُعد الاستمرار في تناول الدواء كما وصفه الطبيب، حتى في فترات الاستقرار، خطوة ضرورية للحفاظ على استقرار حالة المريض، وفي حال ظهور أيّ آثار جانبية، يجب مناقشتها مع الطبيب فورًا دون توقّف ذاتي.
السيطرة على التوتر والقلق
قد يزيد التوتر النفسي من حدة الأعراض وتحفيز النوبات، وذلك لأن الجهاز العصبي والهضمي مرتبطان ارتباطًا مباشرًا، وما يؤثر في الأول ينعكس على الثاني، وإليك أهم إرشادات لمرضي القولون التقرحي للتعامل مع التوتر:
- ممارسة تمارين التنفس العميق.
- المشي.
- ممارسة التأمل أو اليوجا.
- تخصيص وقت يومي للاسترخاء.
تحسين جودة النوم
قد ترتبط اضطرابات النوم بزيادة نشاط مرض التهاب القولون التقرحي، وقلة النوم تؤثر في توازن الجهاز المناعي أيضًا، وتزيد من استجابة الجسم للالتهاب، ما يجعل المريض أكثر عرضة لتدهور الحالة، وفيما يلي أفضل نصائح لمرضى القولون التقرحي، لتحسين جودة نومهم:
- تجنّب الكافيين في المساء.
- إطفاء الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل.
- تثبيت وقت نوم واستيقاظ منتظم.
- خلق بيئة نوم مريحة وهادئة.
شرب الماء بانتظام
في حالات القولون التقرحي، خاصةً خلال فترات النشاط أو النوبات، يكون الإسهال المزمن من أكثر الأعراض شيوعًا، ما يؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من السوائل والمعادن، ويسبب الجفاف الناتج عن ذلك تفاقم الأعراض، وقد يؤدي إلى مضاعفات تستدعي رعاية طبية عاجلة داخل المستشفى.
ولذلك، يُوصى بشرب الماء على مدار اليوم، حتى إن لم تكن تشعر بالعطش، ويمكن أن يوصي الطبيب باستخدام محاليل الإلكترولايت أو السوائل الغنية بالصوديوم والبوتاسيوم في بعض الحالات لتعويض النقص.
النشاط البدني المعتدل
ربما تبدو ممارسة الرياضة أمرًا بعيدًا عن تفكير مريض القولون التقرحي، خاصةً خلال النوبات، لكن وفقًا لآراء معظم الأطباء، فإن الحركة المنتظمة، حتى لو كانت بسيطة مثل المشي، قد تُسهم في تحسين الحالة المزاجية وتخفيف التوتر، ما ينعكس مباشرةً على تخفيف الأعراض، إلى جانب تحسين الدورة الدموية، وتعزيز وظائف المناعة، وتقوية العضلات التي قد تضعف بسبب قلة النشاط أو استخدام بعض الأدوية.
ولهذا، تُعد ممارسة النشاط البدني المعتدل واحدة من أهم نصائح لمرضى القولون التقرحي، شرط أن تُمارس بما يناسب طاقة المريض وظروفه الصحية، وتحت إشراف الطبيب عند الحاجة.
اتباع نمط غذائي صحي
من أهم نصائح لمرضى القولون التقرحي اتباع نظام غذائي متوازن يُخفّف من حدة الأعراض، ويساعد على تجنب تكرار فرص الانتكاس، فعلى الرغم من أن الغذاء لا يُعد سببًا مباشرًا للمرض، فإن تأثيره الكبير في الأعراض يجعل من الضروري اختيار الأطعمة بعناية.
ويعتمد نوع الطعام المناسب على طبيعة كل حالة، فاستجابة المرضى تختلف من شخص لآخر، ولهذا، يُعد تسجيل الملاحظات اليومية بعد الوجبات وسيلة فعالة لمعرفة الأطعمة التي قد تُهيج القولون أو تزيد من الأعراض مثل الانتفاخ، أو التقلصات، أو الإسهال.
خلال فترات النوبات الحادة، يُفضّل اتباع نظام غذائي خفيف، وقليل الألياف وسهل الهضم، لتخفيف الضغط على القولون المُلتهب، أما في فترات الهدوء، فيمكن توسيع الخيارات الغذائية تدريجيًا، مع مراعاة التوازن بين الكربوهيدرات والبروتينات والدهون الصحية، وتجنب المحفزات المحتملة مثل الأطعمة المقلية أو الغنية بالتوابل.
ختامًا ..
يتطلب التعامل مع القولون التقرحي وعيًا كاملًا بالحالة، لا فقط التزامًا بالأدوية، فكل خطوة تأخذها تُحدث فرقًا في جودة يومك، وسواءً كنت في بداية التشخيص أو قطعت شوطًا طويلًا، فاعلم أن تطبيق نصائح لمرضى القولون التقرحي بطريقة تناسبك شخصيًا هو المفتاح لتخفيف الأعراض.
إذا كنت بحاجة إلى خطة علاج مخصصة لحالتك، لا تتردد في حجز استشارتك مع الدكتور أحمد غلوش، استشاري الجهاز الهضمي والكبد والمناظير.