ينبغي لمريض السمنة الالتزام التام بما يوجهه الأطباء من نصائح بعد عملية البالون إذا ما أراد خسارة وزنه الزائد بأمان والحصول على نتائج ملحوظة تُرضِيه.
ورُغم دِراية معظم مرضى السمنة الخاضعين لعملية تركيب البالون بأهمية اتباع تلك النصائح ودورها الهام في تعزيز معدل فقدان الوزن الزائد، فإن بعضهم يتصوّر أن التزامهم بها يضعهم في موضع “حرمان” مما يشتهونه من الوجبات الدسمة أو الحلويات، ويُقيّد سلوكياتهم الغذائية.
فهل ذلك التصور صحيح؟ وهل يُشكّل الالتزام بنصائح الأطباء تحديًا لمرضى السمنة بعد خضوعهم لعملية تركيب بالون المعدة؟ لنعرف الإجابة معًا عبر مطالعة مقالنا اليوم.
الالتزام بنصائح الأطباء… عامل يَحد من اعراض ما بعد عملية البالون
بالون المعدة أحد التدخلات غير الجراحية الهادفة إلى إنقاص الوزن الزائد لدى أصحاب السمنة المتوسطة، ويشتمل على إدخال بالون مصنوع من مادة السيليكون عبر الفم وصولًا إلى المعدة -حيث يستقر بضعة أشهر- بمساعدة منظار المعدة المتطور.
ولكونه تدخل يتطلب استخدام المنظار وإدخال جسم غريب إلى المعدة (وهو البالون)، فلا بُد وأن يُسبب ظهور بعض الأعراض المؤقتة على المريض، لا سيما خلال الساعات الأولى التي تَلِي الإجراء.
وتظهر -غالبًا- اعراض ما بعد عملية البالون في هيئة:
- ألم في البطن.
- الغثيان.
- انتفاخ البطن.
- فقدان الشهية.
- الإمساك.
- صعود أحماض المعدة إلى الحلق (الحموضة).
ولكي يُساعد الأطباء مرضاهم في الحد من شدة تلك الأعراض وتقليل مدة استمرارها، فإنهم يوصون باتباع عدة نصائح بعد عملية البالون، تتمثل في:
- تناول الأدوية التي تعمل على خفض معدل إنتاج أحماض المعدة من أجل تخفيف شعور الحموضة، وكذلك تناول أدوية مضادة للغثيان والقيء إن لزم الأمر.
- تقسيم الوجبات الكبيرة إلى أخرى صغيرة حتى لا تُجهَد المعدة في أثناء الهضم.
- شرب المياه بكمية مناسبة -على عدة دفعات لا دفعة واحدة- من أجل تحسين حركة الأمعاء والسيطرة على الإمساك.
- عدم تناول أي أطعمة تحتوي على الشطة أو الفلفل الحار أو صلصلة الطماطم لتفادي معاناة عسر الهضم والحموضة.
- تناول مكملات الفيتامينات والمعادن لتعزيز صحة الجسم، وتعويض النقص الذي قد يعتري مستويات تلك العناصر الغذائية إثر انخفاض الشهية وقلة كميات الأطعمة التي يتناولها المريض.
- الالتزام بتعليمات النظام الغذائي خلال مختلف مراحل فترة النقاهة بعد الإجراء، فلكل مرحلة نظامها الغذائي المخصص.
نظرة قريبة على ما يوصي به الأطباء من نصائح بعد عملية البالون مباشرةً
تتغير تعليمات النظام الغذائي طيلة فترة وجود البالون في المعدة، فخلال الأيام الأولى بعد الإجراء يُوصى المريض بشرب المياه والسوائل المصفاة (الخالية من الشوائب والبذور وما شابه)، وبعد التأكد من استقرار حالته يسمح له الطبيب بتناول الأطعمة المهروسة الخفيفة.
وفي الأخير، يتناول المريض الأطعمة التقليدية بمختلف أنواعها وفق قوانين تُحَدِد الكميات اليومية من كل صنف وتضمن حصول الجسم على العناصر الغذائية المفيدة مع تجنّب زيادة الوزن. على سبيل المثال: يُفضل أن تتضمن تلك الأطعمة الأسماك واللحوم الحمراء الخالية من الدهون والخضراوات والفواكه والبقوليات، وكل ذلك بكميات يحددها الطبيب.
قائمة نصائح بعد عملية البالون.. قد يُشكّل الالتزام بها عبئًا على المرضى
يواجه بعض المرضى -ذوي الإرادة الضعيفة- صعوبة في الاستجابة إلى تغييرات النظام الغذائي المفاجئة بعد عملية بالون المعدة، فمحاولتهم لتقنين كميات الأطعمة الدسمة والسكريات والنشويات بعدما كانوا يتناولونها بكميات غير محدودة لهو أمر يُصيبهم بالضيق الشديد والإرهاق النفسي.
وإن معاناة أولئك المرضى تلك الأعراض تَبني عقبات تقف في طريقهم نحو الوصول إلى الوزن المثالي والاستمتاع بحياة صحية. ومن أجل التخلص من تلك العقبات، ينبغي نشر التوعية بين المرضى وتصحيح مفاهيمهم المغلوطة عبر توضيح الآتي:
- الاكتفاء بالخضوع لعملية بالون المعدة فقط دون اتباع نمط حياة صحي لن ينتهي إلى أي نتائج إيجابية.
- النظام الغذائي المُتبّع طوال فترة استقرار البالون في المعدة لا يقوم على حرمان المرضى من طعامهم المفضّل، إنما يستهدف حصولهم على العناصر الغذائية المفيدة عبر تناول أصناف متنوعة من الأطعمة، لكن بحذر وبكميات محدودة.
- اتباع النظام الغذائي الصحي بعد عملية البالون سيكون “أسلوب حياة” لا حمية غذائية مؤقتة.
أخيرًا..
رُغم أن التعرض لأي مخاطر بعد عملية بالون المعدة أمر وارد الحدوث، سيكون الاختيار الجيد للطبيب المختص عاملًا ضروريًا لتفادي تلك المخاطر والحصول على أفضل النتائج وأدق برامج المتابعة بعد العملية.
عن طريق الأرقام الموضحة في موقعنا، يمكنكم حجز موعد لاستشارة الدكتور أحمد غلوش –استشاري الجهاز الهضمي والكبد والمناظير– ومعرفة مزيد التفاصيل حول إجراءات علاج السمنة بمختلف درجاتها.