ارتجاع المريء من أكثر المشكلات الهضمية إزعاجًا؛ إذ يسبب إحساسًا بالحرقة وعدم الراحة بعد تناول الطعام، وعند البحث عن مهيجات ارتجاع المريء، غالبًا ما يكون التركيز منصبًّا على الأطعمة، بينما تلعب العادات اليومية دورًا مؤثرًا في زيادة الأعراض أو تهدئتها، فما هي هذه العادات؟ وكيف يمكن التمييز بين ارتجاع المريء والقرحة المعدية؟ والأهم، هل يمكن التخلص من ارتجاع المريء نهائيًا؟
مهيجات ارتجاع المريء
في الواقع تشمل مهيجات ارتجاع المريء بعض العادات التي قد نمارسها بصورة يومية دون أن ندرك تأثيرها، ومن أبرز هذه العادات الآتي:
تناول الطعام قبل النوم مباشرة
الاستلقاء بعد تناول الطعام يُضعف قدرة العضلة العاصرة للمريء، فتصير غير قادرة على منع ارتداد الأحماض من المعدة للمريء، مما يسبب تفاقم الأعراض ليلًا.
ارتداء الملابس الضيقة
الضغط على منطقة البطن بسبب الملابس الضيقة يزيد من الضغط داخل المعدة، ما يدفع الأحماض نحو المريء ويسبب الإحساس بالحرقان.
التدخين
يقلل التدخين من فعالية العضلة العاصرة السفلى للمريء، مما يسهل ارتداد الأحماض ويزيد من تهيج المريء.
الإفراط في تناول الكافيين والمشروبات الغازية
الكافيين يرخي العضلة العاصرة للمريء، بينما تسبب المشروبات الغازية انتفاخ المعدة، مما يعزز عودة الأحماض نحو المريء.
التوتر والقلق
يؤدي التوتر إلى زيادة إفراز الأحماض المعدية، مما يفاقم الأعراض ويزيد من الشعور بالحرقان.
وبالطبع يلعب الطعام دورًا محوريًا في تهييج أو تهدئة ارتجاع المريء، لذا من الضروري البحث عن أفضل نظام غذائي لمرضى ارتجاع المريء.
ما الذي يهدئ ارتجاع المريء؟
كما ينبغي الحرص على تجنب مهيجات ارتجاع المريء، ينبغي كذلك معرفة كيفية السيطرة على أعراضه في حال تهيجه، ويمكن اتباع بعض العادات التي تساعد في تخفيف الأعراض، مثل:
رفع مستوى الرأس في أثناء النوم
استخدام وسادة مرتفعة يقلل من ارتداد الأحماض في أثناء النوم، مما يحد من الإحساس بالحرقان الليلي.
تناول وجبات صغيرة ومتكررة
امتلاء المعدة بصورة زائدة يزيد من الضغط على العضلة العاصرة للمريء، لذا يفضَّل تناول وجبات خفيفة على مدار اليوم.
ممارسة الرياضة بانتظام
الحفاظ على وزن صحي يخفف الضغط على المعدة، مما يقلل فرص ارتجاع الأحماض.
مضغ الطعام ببطء
الأكل بسرعة يؤدي إلى ابتلاع الهواء وزيادة الضغط داخل المعدة، مما قد يسبب ارتجاع المريء.
هل شرب الماء يقلل من ارتجاع المريء؟
يساعد شرب الماء في تخفيف تركيز الحمض في المعدة، لكن لا يفضَّل تناوله بكميات كبيرة في أثناء الوجبات لتجنب زيادة الضغط داخل المعدة.
هل يمكن علاج ارتجاع المريء دون أدوية؟
نعم، في الحالات الخفيفة يمكن السيطرة على الأعراض بتغيير نمط الحياة والابتعاد عن مهيجات ارتجاع المريء، لكن الحالات المتقدمة قد تحتاج إلى علاج دوائي أو تدخل جراحي، مثل إجراء عملية ارتجاع المريء جيردكس.
الفرق بين ارتجاع المريء والقرحة المعدية
لتحديد مهيجات ارتجاع المريء بصورة صحيحة يتوجب علينا تمييز أعراضه بدقة، إذ قد نخلط أحيانًا بين ارتجاع المريء وبعض المشكلات الأخرى، ومن أبرز هذه المشكلات هي القرحة المعدية.
والفرق باختصار أن ارتجاع المريء يسبب إحساسًا بالحرقان في الصدر والحلق، يزداد سوءًا عند الاستلقاء أو بعد تناول الطعام، وقد يصاحبه طعم حمضي في الفم.
أما القرحة المعدية تسبب ألمًا حادًا في المعدة يخف بعد تناول الطعام، لكنه يعود بعد ساعات، وغالبًا يكون الألم في الجزء العلوي من البطن وليس الصدر.
وفي كلا الحالتين، إذا استمرت الأعراض رغم تغيير العادات، فمن الأفضل مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من التشخيص الصحيح.
الخلاصة..
السيطرة على مهيجات ارتجاع المريء لا تقتصر فقط على تجنب بعض الأطعمة، بل تشمل تعديل العادات اليومية التي تؤثر بصورة مباشرة في وظيفة المريء والمعدة.
وجدير بالذكر أن الالتزام بنمط حياة صحي يساهم في تخفيف الأعراض بصورة أكبر مما يتوقعها المرضى، بل وفي بعض الحالات، قد يكون كافيًا للتخلص من المشكلة نهائيًا دون الحاجة إلى أدوية أو تدخل جراحي.