في إحدى الزيارات لطبيب الأمراض الباطنة، قد يطلب منك عمل فحص إنزيم الكبد رغم أن شكواك تمثلت في إسهال وقيء وارتفاع درجة حرارة الجسم، فما فائدة الفحص في هذه الحالة؟
يستهدف فحص إنزيم الكبد التأكد من صحة خلايا الكبد وعدم تضررها، فعندما تزداد نسبة الإنزيم في الدم يشير ذلك إلى تلف بعض الخلايا، وينجم الأمر عن أسباب مختلفة بعضها طبيعي والبعض الآخر يعود لأسباب مرضية، وبناءًا عليه متى نقلق من ارتفاع إنزيم الكبد؟
للإجابة عن هذا الأمر بدقة، ينبغي لنا معرفة الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع إنزيم الكبد، ونستثني منها الأوضاع الطبيعية التي تحدث مؤقتًا، وهو ما سنوضحه خلال سطور هذا المقال.
إلامَ يشير فحص إنزيم الكبد؟
الإنزيمات نوع من البروتينات التي تنتجها خلايا الجسم، وتساعد في إتمام بعض التفاعلات الكيميائية وتعمل كجرس تنبيه لصحة الأعضاء الداخلية، ولأن حديثنا ينصب على الكبد، فاعلم أن الخلايا الكبدية تنتج 4 إنزيمات تساعد في إنتاج العصارة الصفراوية -تساهم في هضم الطعام الدهني- وإزالة السموم من الجسم ومقاومة العدوى.
عادة ما تؤدي هذه الإنزيمات وظيفتها داخل الكبد، وتتدفق في الدم بنسبة ضئيلة للغاية لا تزداد إلا عند تلف الخلايا المنتجة لها، ومعنى ذلك أنه إذا تبين ارتفاع نسبة أحد الإنزيمات الأربعة أشار ذلك إلى الإصابة بإحدى المشكلات التالية:
- مرض الكبد الدهني، ويعني تراكم الدهون حول الكبد، ويصاحب ذلك مرض السمنة المفرطة في أغلب الأحيان.
- التهاب الكبد الوبائي (أ) و(ب) و(ج).
- نمو أورام خبيثة في الكبد.
- تلف الكبد.
- تضرر الأمعاء الدقيقة.
- وجود مشكلة ما في العضلات.
- تحلل الدم، ويُقصد به تمزق كريات الدم الحمراء.
- تضرر الغدة الدرقية.
غير ذلك قد يرتفع إنزيم الكبد عند تناول أدوية معينة، مثل مسكنات الآلام والأدوية المعنية بخفض نسبة الكوليسترول في الدم، ويحدث المثل في حال تناول الأعشاب والمكملات الغذائية والإفراط في شرب الكحوليات.
أقرأ عن : أعراض تضخم الكبد الدهني، وأعراض تضخم الكبد
متى نقلق من ارتفاع إنزيم الكبد؟
حسب ما لاحظنا فإن ارتفاع إنزيم الكبد لا يعني دائمًا وجود مشكلة ما في الجسم، والسؤال الذي قد يراود البعض كيف يمكن التمييز بين المؤشرات العادية والخطيرة لزيادة إنزيم الكبد؟ يتوقف الأمر على نسبة الإنزيم.
عادة ما يُلحق بفحص إنزيم الكبد دليل يوضح النسبة الطبيعية لكل من الإنزيمات الأربع، بالتالي ما عليك إلا المقارنة بينها وبين النسبة لديك، فإن كانت مؤشراتك أعلى بنحو 20 إلى 40 ضعف النسبة الملحقة، فمن الضروري زيارة الطبيب على الفور.
مثال للتوضيح: يُعد الإنزيم الناقل للألانين (ALT) أحد أهم إنزيمات الكبد، وتبلغ قيمته الطبيعية داخل الدم ما بين 7 و56 وحدة لكل لتر.
عند إجرائك لفحص إنزيم الكبد، إذا تبين ارتفاع نسبة الإنزيم لنحو 172، فلا بد من استشارة الطبيب على الفور.
أقرأ عن: ما درجات تشحم الكبد
هل يتطلب ارتفاع إنزيم الكبد العلاج؟
أوصينا في نهاية إجابتنا على السؤال “متى نقلق من ارتفاع إنزيم الكبد؟” بضرورة زيارة الطبيب، ومن الضروري أن تعلم أن هذه الزيارة لا ينبني عليها الحصول على علاج نهائي لمشكلتك.
ففي الحقيقة يتمهل الطبيب قبل وصف علاج للمريض ولا يشرع في ذلك إلا بعد مضي أسبوعين أو 4 أسابيع ثم إعادة الفحص، لأن ثلث الأفراد تعود قيم الإنزيم إلى طبيعتها بعد هذه المدة.
أما إذا استمرت النسب مرتفعة بعد تلك الفترة، أشار على المريض بعمل فحوصات أخرى، أبرزها:
- الأشعة فوق الصوتية.
- الأشعة المقطعية.
- الرنين المغناطيسي.
كيفية علاج ارتفاع إنزيم الكبد
توجد وسائل متعددة لعلاج ارتفاع إنزيم الكبد حسب سبب المشكلة، كما يلي:
- في حال كان السبب تناول أدوية معينة تؤثر في الكبد، سوف يصف الطبيب أدوية أخرى أقل تأثيرًا.
- إذا كانت المشكلة عائدة لمرض ما في الكبد أو العضلات أو الغدة الدرقية أُحيل المريض إلى الطبيب المختص في هذا الشأن.
أقرأ عن: الدهون على الكبد الاسباب والعلاج
وفي النهاية…
اعلموا أنه متى نقلق من ارتفاع إنزيم الكبد ونفزع من قيّمه العالية، سنسارع إلى زيارة الطبيب ونولي صحتنا مزيدًا من الاهتمام، ولكن لا تدعوا القلق يسيطر عليكم، فلكل داء دواء، مع تمنياتنا لكم بالصحة والعافية.