ما هو القولون التقرحي؟

قد يعاني البعض من وجود انتفاخات في البطن مصحوبة بإمساك أو إسهال مزمن وشعور بالألم في المعدة، ويعتقد حينها أنه مجرد قولون لا داعي للقلق، لكن مع مرور الوقت قد يجد أن هذه الأعراض لا تختفي بعلاج القولون بل يزداد الأمر سوءًا وتظهر أعراض أخرى مثل البراز الدموي، حينئذ يبدأ المريض بالبحث عن السبب ليكتشف أن ما يُعانيه هو القولون التقرحي. تُرى ما هو القولون التقرحي؟ وما هي أعراضه؟ وما سبل تشخيصه للتأكد من الإصابة؟ وكيف يمكن علاج التهاب القولون التقرحي؟ كل هذا سنتناوله تفصيلًا في مقالنا اليوم.

ما هو القولون التقرحي؟

يتساءل الكثيرون “ما هو التهاب القولون التقرحي؟” وردًا على هذا السؤال، فالقولون التقرحي هو حالة مرضية يحدث فيها التهاب مزمن وتقرحات في الجدار الداخلي للأمعاء الغليظة والمستقيم مما قد يؤدي لحدوث نزيف، وعادةً ما تظهر أعراض هذا المرض تدريجيًا وليس بصورة مفاجئة، وقد يصيب الفرد في أي مرحلة عمرية.

أنواع القولون التقرحي

تنقسم الإصابة بالقولون التقرحي تبعًا لمكان حدوثها سواء كانت في الأمعاء أو المستقيم، لنجد ما يلي:

  • القولون التقرحي في المستقيم

في هذا النوع تكون الإصابة في المستقيم فقط، ويعد هذا النوع هو الأخف في أعراضه والأكثر شيوعًا أيضًا، ويشعر فيه المريض بالألم في المستقيم ونزول الدم منه.

  • القولون التقرحي السيني

يحدث هذا النوع عندما يكون الالتهاب في المستقيم والجزء السفلي من القولون المُسمى “بالقولون السيني”، مُسببًا التقلصات والألم وعدم القدرة على التبرز رغم الشعور المُلح بالحاجة لذلك.

  • القولون التقرحي من الجانب الأيسر

في هذا النوع تحدث الإصابة في المستقيم بالإضافة لجزء من الأمعاء الغليظة في الجانب الأيسر ويشعر فيه المريض بالحاجة المُلحة للتغوط مع وجود إسهال دموي والشعور بآلام وتقلصات في الجانب الأيسر في القولون.

  • القولون التقرحي الشامل

يعد هذا النوع هو الأكثر شدة وخطورة وظهورًا للأعراض؛ إذ يصيب القولون بالكامل مما يُسبب الآلام الشديدة ونوبات إسهال دموية غزيرة وشعور بالإرهاق أغلب الوقت مع فقدان الشهية.

أعراض مرض القولون التقرحي

تختلف الأعراض من مريض إلى آخر وذلك بناءً على شدة الإصابة ومكانها وأسباب القولون التقرحي التي يعانيها، وقد تتفاوت شدتها لنفس الشخص مع مرور الوقت أو تختفي لفترة من الوقت، فمن الممكن أن تتمثل فيما يلي:

  • ألم وتقلصات في المعدة.
  • وجود كمية صغيرة من الدم مع البراز وذلك في حالة النوع الأول.
  • الإسهال الدموي أو مصحوب بصديد أو مخاط.
  • الحاجة إلى التغوط بصورة مستمرة.
  • الشعور بالإرهاق والحمى.
  • فقدان الشهية وفقر الدم.

من الممكن أن يؤثر التهاب القولون التقرحي في أجزاء أخرى من الجسم، حينها قد تظهر أعراض مختلفة تشمل ما يلي:

  • تقرحات في الفم.
  • ألم والتهاب في المفاصل.
  • التهاب العين.
  • مشكلات في البشرة.

تشخيص القولون التقرحي

للتأكد من الإصابة بالقولون التقرحي قد يسأل الطبيب المريض على الأعراض التي يعانيها، بالإضافة لذلك يوصي بإجراء عدة فحوصات تتمثل فيما يأتي:

  • التصوير بالأشعة السينية.
  • تحليل البراز.
  • تحليل الدم.
  • تحليل بروتين سي التفاعلي الخاص بالالتهابات.
  • منظار القولون الكُلي لرؤية القولون بالكامل أو استخدام ما يُسمى “بمنظار القولون السيني”؛ لفحص الجزء السفلي من القولون وذلك في حالات الالتهابات الشديدة.

متى ينبغي زيارة الطبيب؟

يجب زيارة الطبيب للحصول على علاج نهائي لالتهاب القولون التقرحي في حال ظهور أي من الأعراض السابق ذكرها، وذلك حتى لا تتفاقم حالة المريض والتي قد ينتج عنها مضاعفات خطيرة تشمل ما يلي:

  • النزيف الحاد ومن ثم الإصابة بفقر الدم أو الجفاف الشديد.
  • حدوث تورم سريع في القولون وقد يسمى حينها بالقولون السُمي.
  • زيادة الخطر في الإصابة بالجلطات الدموية.
  • زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون.
  • حدوث ثقب في القولون.
  • هشاشة العظام نتيجة تأثر المفاصل والعظام بالمرض.

نصائح للتعايش مع القولون التقرحي

إن كنت تتساءل التهاب القولون التقرحي هل هو خطير أم يمكن التعايش معه، فإن القولون التقرحي مرض ممكن يمكن مصاحبته دون تفاقم الحالة، والسيطرة على الأعراض بقدر الإمكان، من خلال الالتزام ببعض النصائح:

  • تناول الطعام المناسب لمرضى القولون التقرحي والحد من تناول مشتقات الحليب، فقد وجد تحسن ملحوظ في حال المرضى الذين توقفوا عن شرب الحليب ومشتقاته التي تحتوي على مادة اللاكتوز.
  • تقسيم الوجبات، وذلك من خلال تناول كميات قليلة من الطعام على فترات في أثناء اليوم وعدم الأكل قبل النوم على الأقل بساعتين.
  • شرب كميات وفيرة من السوائل لا سيما الماء، مع الحرص على الابتعاد عن المشروبات الغازية؛ لما تُسببه من شعور بالانتفاخ والغازات، وأيضًا المشروبات التي تحتوي على الكافيين وذلك لأنها تزيد من الإسهال.
  • السيطرة على التوتر والشعور بالقلق قدر الإمكان، ويمكن ذلك عن طريق ممارسة الرياضة الخفيفة أو تمرينات التنفس.

ختامًا..

بعد معرفة ما هو القولون التقرحي وأهم الأعراض الناتجة عن الإصابة بالمرض، ينبغي في حال ظهور أي منها الذهاب إلى الطبيب على الفور حتى لا تتدهور الحالة الصحية مُسببة المضاعفات التي تحدثنا عنها.