يُعد ارتجاع المريء والتهاب الجيوب الأنفية من المشكلات الشائعة التي تُصيب كثيرًا من الأشخاص فتؤثر سلبًا في جودة حياتهم، وعلى الرغم من أن كل مشكلة منها لها أعراضها وأسبابها، إلا أن هناك علاقة وثيقة تربط بينهما.
في هذا المقال، سنوضح بالتفصيل علاقة ارتجاع المرئ بالجيوب الأنفية، ونتعرف على الأعراض المشتركة بينهما.
ما هو ارتجاع المريء؟
ارتجاع المريء هو حالة تؤدي الإصابة بها إلى صعود محتويات المعدة إلى المريء، بما في ذلك الأحماض الهضمية، ويعود سبب ذلك إلى ضعف الصمام الموجود بين المعدة والمريء، أو فتق الحجاب الحاجز.
وعندما يستمر الارتجاع فترات طويلة، تتهيّج بطانة المريء بسبب تعرُّضها لأحماض المعدة، وهو ما يُسبب ظهور بعض الأعراض، كحرقة الصدر وصعوبة البلع والشعور بطعم مر أو حامض في الفم.
تعرف إلى: أسباب ارتجاع المريء
ما هو التهاب الجيوب الأنفية؟
الجيوب الأنفية عبارة عن تجاويف مليئة بالهواء تقع خلف عظام الوجه، عندما تصاب هذه التجاويف بالالتهاب، ينتج عن ذلك ما يعرف بالتهاب الجيوب الأنفية وهذا الالتهاب يمكن أن يكون ناتجًا عن عدوى بكتيرية أو فيروسية أو حساسية.
ما علاقة ارتجاع المريء بالجيوب الأنفية؟
علاقة ارتجاع المرئ بالجيوب الأنفية قد تكون علاقة سببية، فعندما ترتد احماض المعدة إلى المريء، قد تصل هذه الأحماض -في بعض الحالات- إلى منطقتي الحلق والأنف، وهو ما يُسبب تهيجًا والتهابًا في الأنسجة مؤديًا إلى ظهور أعراض شبيهة بأعراض التهاب الجيوب الأنفية.
ومن الممكن -أيضًا- أن يؤدي الارتجاع المريئي إلى زيادة إفراز المخاط في الأنف ومن ثمّ تراكمه، الأمر الذي يؤدي إلى انسداد الجيوب الأنفية، ونمو البكتيريا المُسببة للالتهاب، نظرًا لكون المخاط بيئة مناسبة لنموها.
الأعراض المشتركة بين ارتجاع المريء والتهاب الجيوب الأنفية
تشمل الأعراض المشتركة بين ارتجاع المريء والتهاب الجيوب الأنفية ما يلي:
- احتقان الأنف: كلا الحالتين يمكن أن تسبب احتقان الأنف.
- السعال: ارتجاع المريء يمكن أن يسبب سعالًا مستمرًا.
- الشعور بوجود شيء في الحلق أو مخاط في الحلق.
- الصداع: التهاب الجيوب الأنفية قد يسبب صداعًا، بينما ارتجاع المريء يمكن أن يسبب توترًا يؤدي إلى الصداع.
علاقة ارتجاع المرئ بالجيوب الأنفية: التشخيص يؤكد مدى ارتباط التهاب الجيوب الأنفية بالارتجاع!
للتأكد من أن التهاب الجيوب الأنفية سببه الإصابة بارتجاع المريء في الأساس، سوف يُجري الطبيب الفحوصات التالية للمريض:
- منظار المعدة: لتقييم حالة أنسجة المريء والكشف عن أي تلف ناتج عن تعرّضها المستمر لأحماض المعدة.
- اختبارات الحساسية: للكشف عن أي حساسية قد تؤدي إلى التهاب الجيوب الأنفية.
- الأشعة المقطعية على الجيوب الأنفية: لتقييم حالة الجيوب الأنفية والكشف عن أي انسداد أو التهاب فيها.
الخلاصة: يهدف التشخيص إلى تحديد السبب الأساسي لما يعانيه المريض من أعراض، إذ أنّ تأكيِد علاقة ارتجاع المرئ بالجيوب الأنفية أو نفيها سوف يُسهم في وصف العلاج الفعّال المناسب لحالة المريض بما يضمن تعافيه -بإذن الله-.
وسائل علاج ارتجاع المريء
إذا تبيّن بعد استشارة طبيب الجهاز الهضمي المختص والخضوع للفحوصات اللازمة إصابة المريض بالارتجاع المريئي، سوف تبدأ الخطة العلاجية ستعتمد على إحدى الوسائل التالية:
- العلاج الدوائي: يشمل استخدام مضادات الحموضة وأدوية مثبطات مضخة البروتون (PPIs).
- التغييرات في نمط الحياة: تتضمن تجنب تناول الأطعمة المحفزة للارتجاع، كالأطعمة الحارّة والملقيات، إلى جانب تناول وجبات صغيرة، وعدم الاستلقاء مباشرة بعد الأكل.
- التدخلات المحدودة الحديثة: في بعض الحالات يكون اللجوء إلى تدخلات محدودة، مثل تقنية جيرديكس وتقنية آرما، حلًا علاجيًا فعالًا لحالات ارتجاع المريء.
ويُحدد الطبيب الخطة العلاجية المناسبة وفقًا لدرجة ارتجاع المريء الذي يعانيه المريض، فالارتجاع له 4 درجات متفاوتة الشدّة، الدرجة الأولى أخفّها، والدرجة الرابعة أشدّها.
الخلاصة..
علاقة ارتجاع المريء بالجيوب الأنفية هي علاقة “سبب ونتيجة”، فالارتجاع المريئي قد يكون سببًا في التهاب الجيوب الأنفية، خاصّة الارتجاع المريئي الصامت.
وختامًا، ننصح كل من يعاني أعراض ارتجاع المريء بصورة متكررة ألا يتجاهلها ظنًا أنها مُجرد حموضة ناتجة من تناول وجبة دسمة -مثلًا- فتأخُّر التشخيص والعلاج سوف يُسبب مزيدًا من المضاعفات!
إذا كنت تشكو أمراض الجهاز الهضمي وأعراضها تواصل معنا لحجز موعد للكشف مع الدكتور أحمد غلوش -استشاري ورئيس قسم الجهاز الهضمي والكبد والمناظير- لتحصل على التشخيص الدقيق والعلاج الفعال لحالتك.