“هل ارتجاع المريء مُزمن؟” سؤال يتردد في أذهان كثير من المرضى الذين يعانون هذا المرض ويؤثر في قدرتهم على أداء أنشطتهم اليومية بسهولة كالمعتاد.
مرض ارتجاع المريء من الأمراض المُزمنة التي تُصيب الجهاز الهضمي العلوي، ويصاب به البعض نتيجة ضعف العضلة السفلية العاصرة للمريء الذي يتسبب في ارتداد الحمض المعدي للأعلى مُسببًا عددًا من الأعراض المزعجة التي تؤرق المرضى، ما يدفعهم للبحث عن وسائل فعّالة لتخفيف تلك الأعراض والتعايش مع المرض.
نتعرّف سويًا إلى أعراض ووسائل علاج ارتجاع المريء المزمن خلال فقرات مقالنا التالي.
بماذا يشعر مريض ارتجاع المريء المزمن؟
يُعاني الأشخاص المصابين بمرض ارتجاع المريء عدّة أعراض مؤلمة تزداد حدتها في أثناء الليل والاستلقاء وبعد تناول الوجبات الدسمة، كذلك بعد التدخين، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:
- آلام الصدر.
- حرقة المعدة.
- الغثيان.
- فقدان الشهية.
- التهاب الحلق.
- صعوبة البلع.
- السعال المزمن.
- ضيق التنفس.
ما السبب وراء الإصابة بارتجاع المريء المزمن؟
كما ذكرنا مُسبقًا، من أبرز أسباب ارتجاع المريء ضعف العضلة السفلية العاصرة، ما يسمح بصعود الحمض المعدي لأعلى نحو المريء، وينجم هذا الضعف عن إحدى الأسباب التالية:
- الحمل: تُحفز الهرمونات التي تُفرز خلال فترة الحمل العضلة السفلية العاصرة للمريء على الاسترخاء، مما يسمح للحمض بالارتداد لأعلى.
- السمنة: تزيد السمنة الضغط على البطن، مما يؤثر في وظيفة العضلة السفلية بالسلب.
- التدخين: يُضعف التدخين العضلة العاصرة للمريء، كذلك يبطئ عملية الهضم ويعزز إنتاج الحمض المعدي، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم المرض مع مرور الوقت.
قد تزيد بعض العوامل أيضًا خطر الإصابة بهذا المرض، أبرزها:
- الخضوع لجراحة سابقة في الصدر أو الجزء العلوي من البطن.
- تناول بعض الأدوية التي تشمل آثارها الجانبية ضعف عضلة المريء السفلية، مثل أدوية علاج ضغط الدم المرتفع والاكتئاب والربو.
- بعض الأطعمة والمشروبات، بما في ذلك الشوكولاته والقهوة والنعناع والثوم تُسهم في زيادة استرخاء العضلة السفلية للمريء.
لماذا ينبغي علاج ارتجاع المريء المزمن سريعًا؟
التهاون في علاج ارتجاع المريء المزمن فترات طويلة يؤدي إلى الإصابة ببعض المضاعفات الصحية الخطيرة، مثل:
- التهاب بطانة المريء الذي يُسبب قُرح خطيرة بعد فترة من حدوثه.
- سرطان المريء.
- الربو إثر ارتداد الحمض المعدي إلى مجرى الهواء؛ مؤديًا إلى صعوبة التنفس والسعال والتهاب القصبات الهوائية.
لذا ينبغي الخضوع للعلاج المُبكر فور ملاحظة أعراض المرض المُشار إليها أعلاه؛ لتفادي تلك المضاعفات بنسبة كبيرة.
ما وسائل علاج ارتجاع المريء المزمن؟
يُسهم علاج ارتجاع المريء المزمن في تخفيف أعراض المرض وحماية المريء من التلف، وتشمل وسائل علاجه ما يلي:
العلاج الدوائي
من ضمن الأدوية التي يصفها الطبيب للحد من تفاقم ارتجاع المريء ما يلي:
- مضادات الحموضة.
- مثبطات مضخة البروتون في الحالات الشديدة من الارتجاع؛ فهي تسهم في تخفيف حدته بنسبة 90%.
- حاصرات مستقبلات الهيستامين التي تقلل إفراز الحمض المعدي الذي يرتد للأعلى.
العلاج الجراحي
إذا لم يكن للأدوية تأثيرًا فعّالًا في تخفيف أعراض المرض ومنع تفاقمه، يلجأ الطبيب حينها إلى التدخل الجراحي، وتهدف الجراحة إلى تقوية العضلة السفلية العاصرة للمريء وتعزيز قدرتها على أداء وظيفتها على أكمل وجه؛ حتى تمنع صعود الحمض بعد تناول الوجبات وفي أثناء الاستلقاء.
ومن أشهر وأهم العمليات التي تُجرى من أجل علاج ارتجاع المريء نهائيًا: عملية ارتجاع المريء جيردكس وعملية آرما.
اتباع نمط حياة صحي
إلى جانب العلاج الدوائي أو الجراحي، يُوصي الأطباء باتباع نمط حياة صحي، وتجنب مهيجات ارتجاع المريء للحد من تكرار ارتداد الحمض المعدي والحفاظ على نتائج الجراحة وتجنب عودة المرض مرة أخرى، وينطوي ذلك النمط على الآتي:
- تقسيم الوجبات الرئيسية إلى عدّة وجبات أصغر على مدار اليوم؛ لتخفيف الضغط على عضلة المريء.
- النوم على الجانب الأيسر من الجسم بدلًا من الجانب الأيمن والظهر.
- ارتداء ملابس فضفاضة؛ للحد من الضغط على البطن.
- إنقاص الوزن الزائد عبر اتباع حمية غذائية مناسبة وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- الإقلاع عن التدخين.
متى يشعر المريض بالتحسن بعد تلقي علاج ارتجاع المريء المزمن؟
تختلف المدة المستغرقة للشعور بالتحسن من مريض لآخر تبعًا لعدّة عوامل، أهمها مرحلة ارتجاع المريء التي يُعانيها المريض ومدى التزامه بخطة علاج ارتجاع المريء المزمن المقررة لحالته.
وعامةً، تلقى الحالات البسيطة من ارتجاع المريء تحسنًا ملحوظًا للغاية في أقل من شهر، بينما الحالات المتوسطة والشديدة فقد تستغرق مدة تتراوح ما بين 6 و12 أسبوعًا أو أكثر.
وفي الختام، نُوصيك بالالتزام بخطة علاج ارتجاع المريء المزمن التي يصفها لك الطبيب التزامًا قاطعًا من أجل الاستمتاع بحياتك اليومية دونَ ألم وتجنب مضاعفات المرض الخطيرة التي قد تُهدد صحتك، فلا تتهاون في استشارة الطبيب بصورة دورية للاطمئنان على صحة جهازك الهضمي.
إذا كنت تُعاني أيًا من الأعراض المذكورة أعلاه، يُمكنك التواصل مع عيادة الدكتور أحمد غلوش -استشاري الجهاز الهضمي والكبد والمناظير- المُتخصص الأول في علاج مختلف أنواع ارتجاع المريء بأحدث الوسائل الطبية في مصر.