اضطرابات الأمعاء والانتفاخات قد لا تكون الأعراض الوحيدة التي يعانيها بعض المرضى نتيجة إصابتهم بمتلازمة القولون العصبي، فقد تصل بهم الأمور إلى المعاناة من اضطرابات نفسية والرغبة في العزلة وغيرها. وقد يعتقدون أن هذا يحدث نتيجة تأثير القولون العصبي على الأعصاب، وعليه عزمنا على نقاش مدى صحة هذا الاعتقاد في مقالنا التالي.
ما هو تأثير القولون العصبي على الأعصاب؟
يحمل هذا السؤال معنيين مختلفين، ومن ثم سنُجيب عنه إجابتين مختلفتين أحدهما من الناحية العلمية وأخرى من ناحية المصطلحات الدارجة بين المرضى.
فمن الناحية العلمية، لا يؤثر القولون العصبي في أي من الأعصاب الموجودة بالجسم، بل بالعكس يُصاب به المرضى نتيجة فرط حساسية الأعصاب الموجودة في أمعائهم للإشارات التي يبعثها لها المخ عند تناول الطعام أو وصول كمية بسيطة من الطعام إليها، ما يتسبب في إبداء هذه الأعصاب لرد فعل شديد على هذه الإشارات ومن ثم تظهر الأعراض المزعجة للقولون العصبي.
أما من ناحية المصطلحات الدارجة بين المرض، فكثيرًا منهم يُطلق على سوء حالته النفسية بتعب الأعصاب أو انهيار الأعصاب وما شابه، وفي هذه الحالة قد يكون القولون العصبي وتأثيره على الأعصاب حقيقًا إلى حد ما، فقد أثبتت بعض الدراسات أن مصابي القولون العصبي هم أكثر عرضة للقلق والاكتئاب والاضطرابات النفسية، كما أضافة دراسات أخرى أن الأعصاب الموجودة في الأمعاء قد ترسل إشارات معينة إلى المخ ليترجمها كمشاعر سلبية وحزينة.
إذن إذا كان تأثير القولون العصبي على الأعصاب -الناحية النفسية- أمرًا واقعًا هل يستسلم المريض لذلك أم توجد أساليب لمواجهة هذه المشكلة.
كيفية مداواة الألم النفسي الناتج عن القولون العصبي
الالتزام ببعض النصائح والإرشادات من شأنه مداواة الألم النفسي الناتج عن القولون العصبي، لعل أهمها:
- اتباع نظام غذائي لمرضى القولون العصبي، فقد ينجح ذلك في تقليل اضطرابات الجهاز الهضمي والآلام الناتجة عن القولون العصبي، ما ينعكس بالإيجاب على الحالة النفسية للمريض.
- تجنب الأكل الممنوع للقولون العصبي، تفاديًا لتفاقم اضطرابات الجهاز الهضمي ومن ثم زيادة الاكتئاب والقلق.
- ممارسة رياضة المشي أو الجري يوميًا، فهما أساليب ناجحة لتخفيف التوتر والضغط النفسي، كما أنهما ينظمان حركة الأمعاء ومن ثم تقل اضطراباتها.
- ممارسة اليوجا أو تمارين الاسترخاء، لتحفيز الجسم على الاسترخاء وتفادي التحسس المفرط لأعصاب الأمعاء.
- النوم عدد ساعات كافية.
- طلب استشارة متخصص نفسي -إذا لزم الأمر-، لمعرفة نوع الاضطراب الذي تعانيه والبدء على الفور في رحلة العلاج.
في نهاية حديثنا عن تأثير القولون العصبي على الأعصاب وكيفية التعامل مع تلك المشكلة، نؤكد على أنه ليس بالضرورة أن يواجه جميع مرضى القولون العصبي آلامًا نفسية، ولكن إن حدثت فالتعامل معها سيكون بأساليب بسيطة ولكنها فعالة في تهدئة الأوضاع، وفي الختام نتمنى السلام النفسي والراحة لجميع مرضى القولون العصبي.
تعرفوا إلى المزيد عن أفضل علاج القولون العصبي في مصر من خلال استشارة الدكتور أحمد غلوش -استشاري الجهاز الهضمي والكبد والمناظير بمستشفى الشرطة بالعجوزة-.