تؤدي الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي -بصفة عامّة- إلى انخفاض جودة حياة المرضى، وتتسبب في معاناتهم سوء المزاج واضطرابات النوم، ذلك إضافة إلى الأعراض العضوية المؤلمة، ولعلّ ارتجاع المريء واحدًا من تلك الأمراض!
لنتعرف -خلال مقالنا اليوم- على انواع ارتجاع المريء ودرجاته ووسائل علاجه.
ما انواع ارتجاع المريء؟
الارتجاع المريئي -بمفهومه العام- مرضٌ يَعني صعود أحماض المعدة إلى المريء (أنبوب يَصِل المريء بالمعدة)، وترتد تلك الأحماض إلى المريء إثر ضعف عضلته السفلية، أو فتق الحجاب الحاجز.
وإذا ما أردنا توضيح انواع ارتجاع المريء، فسنذكر هذين النوعين:
ارتجاع المريء التقليدي
يُسبب ارتجاع المريء التقليدي أعراضًا عدّة، تشمل:
- آلام في منتصف الصدر (حرقة الصدر)، وهو أشهر أعراض ارتجاع المريء للحامل.
- الشعور بطعم مُرّ في الفم نتيجة ارتداد أحماض المعدة إلى المريء، ومنه إلى الحلق والفم.
- صعوبة البلع والشعور بالألم في أثنائه.
- التجشؤ.
- الغثيان.
- القيء.
ولأن جميع أعراض الارتجاع المريئي العادي واضحة ومرتبطة بالجهاز الهضمي، عادةً ما يكون تشخيصه يسيرًا عبر الحصول على التاريخ المرضي الخاص بالمريض في أثناء الكشف.
ارتجاع المريء الصامت
يُعدّ ارتجاع المريء الصامت خطيرًا؛ نظرًا إلى عدم اقترانه بأعراض الارتجاع التقليدية، وهو ما يُصعّب أمر التوصّل للتشخيص المبكر والدقيق.
وغالبًا ما يصاحب الارتجاع المريئي الصامت هذه الأعراض الآتية:
- الإحساس المستمر بوجود شيء غريب عالق في الحلق.
- الإصابة بالتهاب الحلق.
- التهاب الأذن الوسطى.
- التهاب الجيوب الأنفية.
- تسوّس الأسنان.
- التهابات الشعب الهوائية.
وبالنظر إلى تلك الأعراض -المذكورة أعلاه- سنلاحظ أن ظهورها لن يُثير الشكوك حول الإصابة بأحد انواع ارتجاع المريء، فقد يعاني المريض التهابًا في حلقه أو يشعر بوجود كتلة في حلقه ولا يهتم بزيارة الطبيب ظنًا منه أن سبب معاناته هذه هو الحساسية الموسمية -مثلًا-، وكل ذلك يؤدي إلى تأخّر تشخيص ارتجاع المريء الصامت وعلاجه.
اطلع أيضًا على: هل ارتجاع المريء مرض خطير؟
ما هي درجات ارتجاع المرئ؟
تتفاوت شدّة أعراض المرض والمدة اللازمة لعلاجه وفقًا لمرحلته، فإذن ما هي درجات ارتجاع المرئ؟
يُصنّف ارتجاع المريء طبقًا لمدى تقدّمه إلى أربع درجات، تشمل:
- الدرجة الأولى (A): تُسبب شعور المريض بأعراض ارتجاع خفيفة بمعدل مرة إلى مرتين خلال الشهر.
- الدرجة الثانية (B): تؤدي إلى تَكَرُّر أعراض المرض بمعدل أكبر من الدرجة الأولى، وهو ما يؤثر سلبًا في قدرة المريض على ممارسة أنشطته اليومية.
- الدرجة الثالثة (C): تقترن بأعراض شديدة يصعب السيطرة عليها عن طريق الأدوية، وتُعرِّض المريض -غالبًا- للإصابة بالتهاب المريء من النوع التآكلي (erosive esophageal inflammation).
- ارتجاع المريء من الدرجة الرابعة (D): ينتج من تعرُّض أنسجة المريء المستمر والمباشر لأحماض المعدة فترات طويلة. وتتسبب هذه الدرجة شديدة التقدّم من الارتجاع المريئي في تغيّر طبيعة أنسجة المريء، وتُسمى هذه المشكلة حينئذً “مريء باريت”.
للمعلومية: قد يتطور مريء باريت إلى سرطان -لا قدر الله- إذا لم يحصل المريض على العلاج السليم والمُبكر، ومن هنا نؤكد على أهمية المتابعة الطبية خلال فترة علاج ارتجاع المريء الشديد -خاصّة-، بهدف إعادة الفحوصات والاطمئنان على حالة المريء.
كيف اعرف درجة الارتجاع المريئي؟
إنّ الطبيب المختص وحده القادر على تحديد درجة ارتجاع المريء التي يعانيها المريض؛ عبر إجراء فحص منظار الجهاز الهضمي العلوي، فهذا الجهاز يُبيّن شكل أنسجة المريء ومدى تضررها، ويكشف عن حالة الصمام الموجود بين المعدة والمريء، وبناءًا على تلك العوامل تُحدد درجة المرض.
بالإضافة إلى المنظار، يستعين الطبيب بفحوصات أخرى لتأكيد التشخيص، تشمل:
- الأشعة السينية بالباريوم على منطقة الجهاز الهضمي العلوي.
- قياس ضغط المريء (Manometry).
- قياس حموضة المريء (pH Monitoring).
علاج ارتجاع المريء ما بين الأدوية والتقنيات الحديثة
يعتمد علاج ارتجاع المريء الطفيف على تناول الأدوية التي تحد من إفراز أحماض المعدة فتُخفف الأعراض، كمثبطات مضخة البروتون (PPIs)، وحاصرات مستقبلات الهيستامين (H2 Blockers).
أمّا علاج الارتجاع المريئي غير المُستجيب للعلاج الدوائي، فسيعتمد على تطبيق إحدى التقنيات المتطورة محدودة التدخل، مثل: تقنية جيردكس (GERDX) الهادفة لإصلاح فتق الحجاب الحاجز المُتسبب في الارتجاع المريئي، وتقنية آرما التي تستهدف تضييق عضلة المريء السفلية عن طريق الكي، وذلك وفقًا لما هو مناسب لحالة المريض.
إذا كان لديكم أي استفسارات حول انواع ارتجاع المريء أو أسباب ارتجاع المريء، يمكنكم التواصل معنا عبر الأرقام المتاحة في موقعنا الإلكتروني لأجل حجز موعد استشارة لدى الدكتور أحمد غلوش، استشاري الجهاز الهضمي والكبد والمناظير.