يعاني الكثيرون من اضطرابات القولون، لكنهم غالبًا ما يخلطون بين القولون العصبي والقولون الهضمي نظرًا إلى تشابه أعراضهما، ولكن لكل منهما أسباب وطبيعة مختلفة. وتزداد هذه الحيرة خاصةً عند النساء، إذ تكون أعراض القولون العصبي عند النساء أكثر حدة وتأثيرًا بسبب التغيرات الهرمونية، ما يجعل التمييز بين النوعين أكثر تعقيدًا.
في هذا المقال، سنتعرف على الفرق بين القولون العصبي والهضمي بصورة مبسطة، لنساعدك على فهم الحالة بشكل أوضح واختيار الطريقة المناسبة لعلاجها.
نبذة عن القولون وأهميته
القولون هو الجزء الأخير من الأمعاء، ويعرف أيضًا باسم “الأمعاء الغليظة”، و يمتد من نهاية الأمعاء الدقيقة حتى المستقيم، وتتمثل وظيفته الأساسية في امتصاص الماء والأملاح من الفضلات وتحويلها إلى براز صلب قبل إخراجها من الجسم، كما يلعب القولون دورًا مهمًا في الحفاظ على توازن البكتيريا النافعة داخل الجهاز الهضمي.
الفرق بين القولون العصبي والهضمي من حيث طبيعة الاضطراب
يكمن الفرق بين اضطراب القولون العصبي والهضمي في طبيعة التشخيص، إذ أن اضطراب القولون الهضمي هو حالة يمكن تشخيصها طبيًا أنها خلل عضوي أو عدوى في القولون أو التهاب، بينما اضطراب القولون العصبي هو خلل وظيفي لا يظهر في الفحوصات والأشعة، ويتم تشخيصه باستبعاد أمراض أخرى.
ملحوظة .. مصطلح ” القولون الهضمي” ليس مصطلحًا طبيًا دقيقًا، لكنه يستخدم لوصف أي مشكلة في القولون مرتبطة بالهضم، بينما “القولون العصبي” حالة معروفة طبيًا، ومصنفة ضمن اضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية.
انواع اضطرابات القولون الهضمي
من أنواع اضطرابات القولون الهضمي ما يلي:
التهاب القولون التقرحي.
وهو ما يؤدي إلى التهاب مزمن في الأمعاء، يمكن أن تتطور إلى تقرحات في بطانة الأمعاء.
التهاب القولون البكتيري أو الفيروسي.
يحدث نتيجة سوء التغذية، وهو ما يؤثر في توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء.
التهاب القولون التحسسي.
ينتج هذا الاضطراب عن تحسس المريض من بعض الأغذية، مثل اللاكتوز أو الجلوتين.
الأعراض المتشابهة بين القولون العصبي والهضمي
يخلط المرضى بين القولون العصبي والهضمي عند ظهور بعض الأعراض، وهي:
- انتفاخ في البطن.
- الشعور بألم وتقلصات في البطن.
- غازات زائدة.
- إسهال أو إمساك أو تناوب بينهما.
- الشعور بعدم الراحة بعد الأكل.
الفرق بين القولون العصبي والهضمي من حيث الأعراض
لعل أبرز ما يميز الفرق بين اعراض القولون العصبي والهضمي كون اضطرابات القولون الهضمي مرتبطة بعملية الهضم، وقد يشير الاضطراب إلى وجود أمراض أخرى تخص الأمعاء، ومن الممكن أن ينتج عنها وجود دم في البراز مصحوب بألم أسفل البطن، أو ظهور أعراض الحمى والتعب والإعياء في حالة إصابة الأمعاء بعدوى بكتيرية.
أما القولون العصبي يرتبط أكثر بالتوتر والحالة النفسية، والشعور الملح بالرغبة في التغوط، وتتحسن أعراضه بعد التبرز.
أثر اضطراب القولون العصبي والهضمي على المريض
لا يُسبب القولون العصبي تلفًا في الأمعاء، ويُعد من الحالات الوظيفية غير الخطيرة، لكنه يؤثر على جودة الحياة بصورة ملحوظة.
أما اضطرابات القولون الهضمي – خصوصًا إذا كانت ناتجة عن التهابات أو مشاكل عضوية – فقد تسبب مضاعفات إذا لم تُعالج بطريقة صحيحة، منها:
- فقر الدم.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن.
- سوء امتصاص الغذاء.
علاج القولون العصبي
تنقسم طرق علاج القولون العصبي، وذلك عن طريق الآتي:
تغيير العادات اليومية، مثل:
- تجنب التوتر.
- تحسين جودة النوم.
- مضغ الطعام جيدًا واتباع أسلوب الأكل البطيء.
- ممارسة الرياضة.
- تجنب تناول المقليات.
العلاج الدوائي
إليك أشهر الأدوية المستخدمة في علاج القولون العصبي في مصر، مثل سبازمو بروفين، وسبازمو أمريز، ولاكتيلوز.
انتبه ! هذه الأدوية لا تستخدم دون وصف الطبيب لأن لكل حالة دواء مناسب لها.
العلاج بالأعشاب
تساعد بعض الأعشاب على تخفيف أعراض القولون العصبي، مثل:
- الشمر.
- النعناع.
- الينسون.
- الزنجبيل.
- الكمون.
- القرفة.
- بذور الكتان.
الخلاصة ..
إن فهم الفرق بين القولون العصبي والهضمي خطوة مهمة تساعد في استيعاب المشكلة، وتمهّد الطريق لاختيار العلاج المناسب للحالة وطريقة تخفيف الأعراض، أيضًا يجب زيارة الطبيب عند استمرار الأعراض لتفادي أي مضاعفات محتملة.