ليس بالضرورة أن تكون حرقة المعدة التي تعانيها دليلًا على إصابتك بارتجاع المريء، إذ تتشابه كثير من الحالات الصحية التي تصيب المريء مع أعراض الارتجاع لعل أشهرها التهاب المريء، لذلك اهتممنا بذكر الفرق بين التهاب المريء وارتجاع المريء في فقرات هذا المقال، مشيرين إلى التدخل الطبي المناسب في كلتا الحالتين.
الفرق بين التهاب المريء وارتجاع المريء من حيث طبيعة الإصابة
ترجع طبيعة الإصابة بارتجاع المريء إلى وجود مشكلة في الأداء الوظيفي للعضلات المسؤولة عن سريان الطعام في اتجاه واحد من المريء إلى المعدة وهي العضلات العاصرة السفلية للمريء وعضلات الحجاب الحاجز.
عادةً ما تكون المشكلة المذكورة سلفًا هي ارتخاء العضلات العاصرة السفلية للمريء، ما يتسبب في ارتجاع الطعام وعصارة المعدة الحامضية من المعدة مرة أخرى إلى المريء والذي يظهر على المريض في صورة أعراض مزعجة، مثل:
- حرقة الصدر وآلامه.
- ضيق التنفس.
- وصعوبة البلع.
- الحموضة.
والأعراض نفسها قد تظهر على حالات أخرى تعاني فتق في عضلات الحجاب الحاجز لسبب ما، نتج عنه ارتداد الطعام والحمض إلى المريء أيضًا.
وقد يخلط البعض بين التهابات المعدة والمريء، وهذا بلا شك أمر خاطئ لأنهما يختلفان من حيث طبيعة الإصابة؛ فنجد أنّ سبب الإصابة بالتهاب المعدة هو ضعف بطانة المعدة مما يسمح للعصارات الهضمية بإتلافها واصابتها بالالتهاب، أما طبيعة الإصابة بالتهاب المريء فعادة ما تكون أحد المضاعفات الحتمية لارتجاع المريء، خاصة لدى بعض المرضى الذين يعانون حساسية شديدة لأحماض المعدة في البطانة الداخلية للمريء.
لذلك قد نجد أن معظم مرضى ارتجاع المريء يصابوا في وقت لاحق بالتهاب المريء أيضًا، ويعانون من أعراض مضاعفة في الوقت ذاته تمنعهم من أداء مهامهم اليومية براحة.
الفرق بين التهاب المريء وارتجاع المريء من حيث الأعراض
للأسف، لا يمكن كشف الفرق بين التهاب المريء وارتجاع المريء اعتمادًا على الأعراض فقط، وذلك لأن أعراضهم متشابهة إلى حد كبير، إذ تتمثل في:
- الحموضة الشديدة بعد تناول الطعام خاصة الوجبات الدسمة.
- حرقة المعدة والصدر خاصة عند الاستلقاء أو النوم.
- ضيق التنفس وآلام الصدر وهي أعراض تشبه إلى حد كبير أعراض الذبحة الصدرية.
- صعوبة البلع والشعور بوجود شيء ما عالق في الحلق.
- رائحة الفم الكريهة.
- الغثيان والرغبة في القيء.
ولكن يعتمد الأطباء في تفرقتهم بين الحالتين على وسيلة مضمونة وأكثر دقة ألا وهي منظار المريء والمعدة والإثنى عشر الذي ينجح في بث صورة حية للمريء والمعدة والخلايا المبطنة له من الداخل، وبالتالي يظهر الفرق بينهما بوضوح.
ولكن قبل الانتقال إلى الحديث عن منظار المعدة دعونا نكتشف الفرق بين الحموضة وارتجاع المريء.
الفرق بين الحموضة وارتجاع المريء
رغم ارتباط الحموضة وارتجاع المريء ارتباطًا وثيقًا -إذ تُعد الحموضة إحدى أعراض الارتجاع الشائعة- هناك فرق بينهما:
- فالحموضة هي شعور حارق في منتصف الصدر يحدث عادةً بعد تناول الأطعمة الدسمة أو التوابل الحارة، وقد يكون مؤقتًا.
- أما ارتجاع المريء فهو حالة مرضية مزمنة تتسبب في ارتداد محتويات المعدة إلى المريء بصورة متكررة، مما يؤدي إلى تلفه.
وفي حين يمكن تخفيف الحموضة بتغيير عادات الأكل وتناول مضادات الحموضة، يحتاج ارتجاع المريء إلى علاج أكثر تخصص كما سنوضح في الفقرات التالية.
والآن -بعد أن عرفنا الفرق بين الحموضة وارتجاع المريء- نستطيع الانتقال إلى الحديث عن كيفية ظهور الفرق بين ارتجاع المريء والتهاب المريء بواسطة منظار المعدة.
كيف يظهر ارتجاع المريء والالتهاب في منظار المعدة؟
بمجرد أن يُدخل الطبيب الأنبوب المرن لمنظار المعدة من فم المريض يستطيع التفرقة بين التهاب المريء والارتجاع بسهولة كما يلي:
- إذا كان المريض يُعاني التهابًا في المريء، تظهر البطانة الداخلية للجزء السفلي من المريء باللون الأحمر ويختلف مظهرها قليلًا عن الأنسجة الأخرى المجاورة لها.
- أما إذا ظهرت البطانة الداخلية للمريء بلونًا طبيعيًا، فعلى الأغلب يستبعد الطبيب وجود التهاب ويُرجح إصابة المريض بارتجاع المريء، ويمكنه تأكيد التشخيص بعمل فحص للحموضة داخل المريء.
وفي كلتا الحالتين يتطلب التشخيص خضوع المريض لبروتوكول علاجي عاجل للسيطرة على الأعراض المزعجة في المقام الأول، وحماية المريء من مضاعفات التهابه على المدى الطويل.
الفرق بين التهاب المريء وارتجاع المريء من حيث العلاج… علاج الارتجاع جذريًا يقضي على الالتهاب نهائيًا
خضوع المريض لبروتوكول علاجي ناجح لمشكلة ارتجاع المريء يُحقق بالفعل شفاءً تامًا من أعراض التهاب المريء، لذلك يتوجب على المريض اختيار طبيب خبير ومتخصص في أمراض الجهاز الهضمي ويستطيع علاج ارتجاع المريء بتقنيات حديثة؛ للحصول على أفضل النتائج بانتهاء رحلة العلاج.
أقرأ حول الموضوع: ما اقوى علاج لارتجاع المريء
لعل أبرز المحطات التي يمر بها المريض في رحلة علاج ارتجاع المريء ما يلي:
أولًا: العلاج الدوائي والسلوكي
يهدف هذا الأسلوب العلاجي إلى الحد من مسببات تهيج المعدة وصعود الحمض إلى المريء وذلك من خلال تناول بعض الأدوية المضادة للحموضة وأدوية أخرى من شأنها تقليل كمية الحمض الذي تنتجه المعدة في كل مرة يتناول فيها المريض الطعام.
إلى جانب بعض التغييرات التي يُحدثها المريض في أسلوب حياته بهدف تقنين فرص تهيج المعدة، ومنها:
- تجنب الأطعمة المقلية والغنية بالتوابل.
- تقسيم الوجبات على مدار اليوم، ليكون عددها 6 وجبات صغيرة بدلًا من 3 كبيرة.
- عدم الاستلقاء والنوم بعد تناول الطعام مباشرة.
قد ينجح هذا العلاج في تهدئة أعراض ارتجاع المريء والالتهاب لدى بعض المرضى، ولكن قد تستمر معاناة فئات أخرى مع الأعراض رغم التزامهم بهذه الخطة العلاجية، لذلك قد يرشحهم الطبيب إلى التدخل الجراحي المحدود للقضاء على المشكلة نهائيًا.
ثانيًا: التدخل الجراحي المحدود باستخدام تقنيتي جيردكس وآرما
تقوم فكرة التدخل الجراحي لعلاج ارتجاع المريء على إصلاح سبب المشكلة من الأساس وليس التعامل مع الأعراض فقط؛ إذ صُممت تقنيتي جيردكس وآرما خصيصًا لعلاج كافة الأسباب المؤدية لارتجاع المريء.
تقنیة آرما ARMA لعلاج ارتجاع المريء
تقنیة جیردكس GERDX لعلاج ارتجاع المريء
- تقنية جيردكس مصصمة لإصلاح فتق الحجاب الحاجز وما يصاحبه من ارتجاع المريء، وذلك من خلال استخدام جهاز بسيط يُدخله الطبيب عبر فم المريض ويتصل بمقدمته دباسة جراحية من شأنها غلق الفتق بفاعلية.
- تقنية آرما تُعد علاجًا جذريًا لارتخاء العضلة العاصرة للمريء المسببة للارتجاع، فمن خلالها يمكن كي العضلة وتكوين بعض الأنسجة الليفية بها، فتُعزز انكماش العضلة ومن ثم عودتها إلى حجمها الطبيعي.
بالخضوع لهذه الأساليب العلاجية في وقت مبكر، يمكن للمريض التعافي تمامًا من ارتجاع المريء والالتهاب معًا، ولكن قد تستدعي بعض الحالات في المراحل المتقدمة من التهاب المريء الخضوع لتدخلات إضافية مثل إجراء توسيع المريء.
مخاطر إهمال علاج الارتجاع
بالإضافة إلى استمرار المعاناة من الأعراض وعدم القدرة على الاستمتاع بالتجمعات العائلية وتناول الطعام بحرية، قد يتعرض مريض ارتجاع المريء إلى مضاعفات خطيرة في حال إهماله للعلاج، فقد يتحول التهاب المريء لديه من مجرد شيء عارض إلى التهاب مزمن يتسبب في:
- ضيق في الجزء السفلي للمريء بسبب تليف أنسجته.
- تغير في سلوك الخلايا المبطنة للمريء وزيادة فرص الإصابة بسرطان المريء.
لذلك ننصحك عزيزي مريض ارتجاع المريء بترك أساليب العلاج المنزلية والأدوية التي تتناولها دون وصفة طبية والإسراع باستشارة طبيب خبير في علاج حالات ارتجاع المريء مثل الدكتور أحمد غلوش -أفضل أطباء الجهاز الهضمي والكبد والمناظير في مصر-.
يمكنكم زيارة مركز الدكتور أحمد الآن للتحقق من الأعراض التي تعانونها، والخضوع للفحوصات اللازمة لتحديد الفرق بين التهاب المريء وارتجاع المريء من خلال حجز موعد عبر التواصل على الأرقام الموضحة في الموقع الإلكتروني.