لا شك أن نشرات الأخبار أصبحت محط اهتمام كثير منا في الآونة الأخيرة، نُتابعها باستمرار لمعرفة ما يدور حولنا في أنحاء العالم من أحداث وحروب يقدر ضحاياها بالآلاف.
ولكن مع تكرارنا لهذا الفعل قد نغفل وقعه على صحتنا النفسية، لا سيما تأثيره في الأمراض المزمنة التي يعانيها البعض مثل القولون العصبي. فهل فكرت يومًا أن متابعة هذه الأحداث قد يزيد اعراض متلازمة القولون العصبي لديك؟
دعنا نكتشف هذه الحقائق سويًا من خلال متابعة هذا المقال…
ما العلاقة بين متابعة المشاهد الدموية وزيادة حدة اعراض متلازمة القولون العصبي؟
متلازمة القولون العصبي حالة مرضية شائعة تنتج عن خلل وظيفي في الأمعاء، وقد أثبتت بعض الدراسات أن هذا الخلل مرتبط بفرط حساسية الأعصاب الموجودة في جدار المعدة والأمعاء تجاه المؤثرات الخارجية التي يتعرض لها المريض.
ولعل أهم المؤثرات التي أشارت الدراسات إلى تأثيرها السلبي في اعراض متلازمة القولون، هي التوتر العصبي والأزمات النفسية، فقد أثبتت الدراسة أن 32% من الأشخاص الذي يعانون اعراض متلازمة القولون العصبي لديهم مُشكلات وأحداث تدعو للقلق والتوتر في حياتهم.
لذا عندما يُتابع مرضى القولون العصبي الأحداث المؤلمة يوميًا تُحفز المشاهد الدموية الأعصاب الموجودة في الأمعاء والقولون، فتختل الإشارات العصبية التي تُرسلها تلك الخلايا إلى المخ، وتزداد حدة ألم متلازمة القولون شراسة. ولكن لعل بعضنا يتساءل هل للحالة النفسية دور أيضًا في الإصابة بالمرض من الأساس؟
ما مدى تأثير الحالة النفسية على الاصابة بمتلازمة القولون العصبي؟
لا شك أن الحالة النفسية من العوامل الأساسية والشائعة التي تزيد من فرص إصابة الأشخاص بمتلازمة القولون العصبي، وتُبطل مفعول أي أساليب علاجية مهما بلغت فعاليتها.
ولكن لا يمكننا أن نغفل -أيضًا- بعض العوامل الأخرى المساعدة في ذلك منها:
- قلة النشاط البدني ونمط الحياة الرتيب.
- تناول الأغذية المهيجة للقولون مثل الوجبات السريعة والأطعمة الحارة والبقوليات والمشروبات الغازية والكافيين.
- تناول أطعمة تحتوي على القمح ومشتقاته بكميات كبيرة.
لذا لا بد من زيارة طبيب متخصص في أمراض الجهاز الهضمي عند شعورك بتفاقم اعراض متلازمة القولون العصبي؛ لدراسة وتقييم الحالة كاملة وتحديد أهم أساليب العلاج الفعالة في حالتك.
كيف تتفادى اعراض متلازمة القولون العصبي الناتجة عن سوء الحالة النفسية؟
إذا أقر الطبيب أن الأعراض التي تعانيها مرتبطة إلى حد كبير بسوء حالتك النفسية بسبب طبيعة عملك أو الأخبار الحزينة من حولك، فلا بد أن ينصحك الطبيب بتطبيق بعض الأساليب العلاجية للتعافي من هذه الأعراض، لعل أهمها:
تجنب مصادر القلق والتوتر
من أهم التعليمات التي يؤكد الأطباء على فاعليتها وأهميتها لتخفيف اعراض متلازمة القولون العصبي هي تجنب مصادر القلق والتوتر، وتفادي متابعة الأحداث الدموية والحروب.
وننصحك بتخفيف وطأة هذه الأحداث على نفسيتك بالبحث عن سبل لتقديم المساعدة لمتضرري الحروب، فقد تشعر حينئذ بالصبر وهدوء النفس وهو ما ينعكس على صحتك الجسدية أيضًا.
غير نظام حياتك للأفضل
تغيير نظام حياتك وإضافة مزيد من الأنشطة المختلفة ليومك له تأثير فعال على حالتك النفسية وجميع الحالات الصحية المرتبطة بها. فقد تشمل هذه التغييرات:
- ممارسة رياضة تُساعدك على الاسترخاء والراحة، مثل اليوجا أو المشي.
- اتباع نظام غذائي صحي يعتمد على تقسيم الوجبات على مدار اليوم وتفادي الشعور بالجوع فترات طويلة.
- تناول العصائر الطبيعية بدلًا من المشروبات الغازية والكافيين.
الالتزام بتناول الأدوية المعالجة لأعراض القولون العصبي
قد يصف الطبيب لمرضى القولون العصبي بعض الأدوية التي تُخف من وطأة الأعراض وتساعدهم على التعايش مع المرض، مثل مضادات التقلصات والانتفاخات، وأدوية لتحسين حركة الأمعاء، وأدوية لتحسين عملية الهضم.
تعرف إلى مزيد من التفاصيل عن أعراض متلازمة القولون العصبي، والنظام الغذائي المناسب لمرضى القولون العصبي من خلال زيارة الدكتور أحمد غلوش -استشاري أمراض الجهاز الهضمي والمناظير-. للحجز والاستفسار تواصلوا معنا عبر الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.
أقرأ أيضًا: