يشكو الكثيرون آلامًا في البطن لا يظهر له تفسير واضح في الفحوصات الطبية، لكنه يستمر ويؤثر في جودة حياتهم اليومية، فقد يكون هذا الألم ناتجًا عن متلازمة القولون العصبي. وألم القولون العصبي لا يشبه الألم العابر، ويعد هذا جوهر الفرق بين القولون العصبي والهضمي، فهو شعور مزمن أو متكرر بالتقلص، الضغط أو عدم الارتياح، قد يتفاقم بسبب التوتر أو تناول بعض الأطعمة، ويكون في أحيان كثيرة انعكاسًا لحالة نفسية سيئة.
في هذا المقال، نجيب على تساؤل كيف يكون ألم القولون العصبي، ومعرفة أهم أسبابه وأنواعه، وكيف يمكن التخفيف منه.
كيف تتحكم في وجع القولون العصبي؟
التعامل مع ألم القولون العصبي لا يعتمد فقط على الأدوية، بل يرتكز على نمط الحياة اليومي والعادات التي قد تزيد أو تخفف من حدة الأعراض، إليك أبرز النصائح التي يمكن أن تساعد على تخفيف هذا الألم:
تعديل النظام الغذائي
الغذاء هو أول وأهم خط دفاع في مواجهة ألم القولون العصبي، فينصح باتباع أنسب نظام غذائي لمرضى القولون العصبي، بحيث يكون غني بالألياف الطبيعية مثل الخضراوات والفواكه لتسهيل حركة الأمعاء وتخفيف الإمساك، مع تجنب الأكل الممنوع للقولون العصبي، مثل البقوليات والأطعمة الدهنية والحارة والمقلية.
بعض المرضى يستفيدون من تقليل أو تجنب منتجات الألبان، أو اتباع نظام “فودماب منخفض” (Low FODMAP) الذي يقلل من تناول الكربوهيدرات القابلة للتخمر التي تسبب الغازات والانتفاخ، كما يُنصح بتناول وجبات صغيرة ومنتظمة، مع الانتباه إلى الأكل البطئ، بحيث تعطي نفسك وقت أطول في مضغ الطعام.
التحكم في القلق والتوتر
لأن التوتر من أكبر محفزات ألم القولون العصبي، يمكن أن تساعد تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل أو حتى ممارسة الهوايات المحببة في تهدئة الجهاز العصبي والتقليل من فرط استجابته، كما يُنصح بالابتعاد قدر الإمكان عن مصادر الضغط غير الضروري، والتحدث مع أخصائي نفسي عند الحاجة، خاصة إذا كان القلق أو الحزن يؤثران على جودة الحياة.
تنظيم النوم والحركة
قلة النوم واضطرابه قد يؤديان إلى تفاقم أعراض القولون العصبي، خاصة الألم وزيادة التحسس المعوي، لذلك من المهم الحفاظ على روتين نوم ثابت، والنوم لعدد كافٍ من الساعات في جو هادئ يعينك على الدخول في مرحلة النوم العميق.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام -ولو كانت خفيفة مثل المشي- في تنشيط الدورة الدموية وتحسين حركة الأمعاء، كما أنها تخفف من التوتر وتحسّن الحالة المزاجية.
في نهاية المقال، نضمن لك عزيزي القارئ عند اتباعك هذه النصائح تقليل نوبات الألم اليومية وتحسين جودة الحياة تدريجيًا، دون الاعتماد الكامل على الأدوية أو الحلول المؤقتة التي تدرك جيدًا أنها غير كافية، نعم متلازمة القولون العصبي مزعجة، ولكن لحسن الحظ يمكن السيطرة عليها والتعايش معها بتعديلات بسيطة في نمط حياتك.